آخر الاخبار
أمن مصر من أمن اليمن
بقلم/ جلال فضل العودي
نشر منذ: سنة و 9 أشهر و 10 أيام
السبت 18 يونيو-حزيران 2022 05:46 م
 

في اللقاء التاريخي بين الأخوين فخامة الرئيس الدكتور رشاد العليمي، وأخيه الرئيس عبد الفتاح السيسي يوم السبت الموافق 10 يونيو 2022م، بقصر الاتحادية في العاصمة المصرية القاهرة، أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي في المؤتمر الصحفي أن “أمن اليمن من أمن مصر”، ولأهمية تلك العبارة كررها الرئيس الدكتور، رشاد العليمي.

وقبل الحديث عن تكامل الأمن المصري والأمن اليمني سنتحدث عن الأمن القومي العربي، لذا سنقوم بتقسيم هذا المبحث إلى مطلبيين على النحو التالي: المطلب الأول: الأمن القومي العربي. المطلب الثاني: علاقة الأمن المصري بالأمن اليمني.

المطلب الأول: الأمن القومي العربي
تواجه الدول العربية تحديات خارجية وداخلية كثيرة تؤثر على الأمن القومي العربي، وقد ازدادت هذه التحديات اعتباراً من منتصف الثمانينيات نظراً للمتغيرات الدولية والإقليمية والمحلية، التي حدثت والتي لها أثارها على العالم العربي، كذلك بروز الكيانات والقدرات الاقتصادية كأحد المؤثرات الرئيسة في الأمن القومي بعد أن كانت القدرة العسكرية هي التي تحتل المرتبة الأولى في هذا الاتجاه ، ونجد أن ظاهرة الأمن القومي قد ارتبطت بخصائص النظام الدولي من جانب، ومقومات أطرافه من جانب أخر، كما ارتبطت أيضاً بظاهرة العنف على المستويين الدولي والمحلي، ولا تقتصر هذه الظاهرة على حدوث عدوان فعلي، ولكن امتلاك أحد الأطراف لقدرة عسكرية متفوقة والانفراد بها يشكل أيضا تهديداً للأطراف الأخرى، وهذا يظهر بوضوح في احتكار إسرائيل لقدرة نووية.

فعلى سبيل المثال ما حدث من اجتياح العراق للكويت كان من المستحيل حدوثه في ظل مظلة صغرى تحقق الأمن القومي لأن أعضاء مثل هذه النظم يُكًونون عائلة واحدة تتفق مصالحها وتسعى فيما بينها إلى بناء الأمن المتبادل بينها، فمثل هذه الأنظمة يتحرك الأعضاء بإرادات ناقصة ليحققوا معظم أغراضهم ويوزعون فيما بينهم الأدوار ويعملون كجهة واحدة لمواجهة التهديدات الخارجية أو التحديات الداخلية ويحاولون حل مشاكلهم وتناقضاتهم دون استخدام القوات المسلحة لأننا في عصر يتجه إلى السلام الواقعي الذي يعترف بوجود المتناقضات مع حلها دون اللجوء إلى القوة .

لذلك فإن من يقول إن الأمن القومي العربي قد ثبت فشله أمام الأزمات المتلاحقة بين دول الجامعة العربية لا يتحدث الحقيقة لأن الاتفاق على مفهومه أو منظماته لم يتحقق في يوم من الأيام إلا على حبر على الورق، ومسؤولية ذلك تقع على أصحاب القرار في الوطن العربي وهم بصراحة الملوك والرؤساء والأمراء بدرجات متفاوتة فهم مركز القوة الوحيد في بلادهم يتركز في أيديهم مرحلتي صناعة القرار وإصداره حتى مع تواجد بعض المؤسسات التنفيذية والتشريعية والاستشارية في بعض الأقطار.

تحديات الأمن القومي العربي:

يتعرض العالم العربي للعديد من التهديدات والتحديات الخارجية وهي التي توجه له من الخارج، وكذا التهديدات والتحديات الداخلية أي التي توجه إليه من داخله، ولاشك أن هذه التهديدات الداخلية تكون أثارها أكثر خطورة من تلك الخارجية، وإذا ما تناولنا التهديدات الخارجية، وهي مجال موضوعنا الراهن ، فسوف نجد أن تلك التهديدات تهدف إلى تفتيت العالم العربي وقدراته الشاملة حتى لا يشكل كتلة واحدة لها مقوماتها وقدراتها التي تمكنها من التحكم في المنطقة كليا والتأثير على القوى الكبرى، ويمكننا هنا أن نوجز أهم القضايا التي تؤثر على الأمن القومي العربي في القضايا الآتية:

1- الأهداف والغايات القومية الإسرائيلية واستراتيجيتها حيال العالم العربي.
2- الأطماع الإقليمية في المنطقة (إيران – إسرائيل ).
3- قضية المياه.
4- قضية التخلف التكنولوجي.
5- قضية الحد من التسلح ومنع انتشار الأسلحة النووية.
6- قضية الديون الخارجية .
7- الاختراق الأمني.
8- القرصنة البحرية.

وبالعودة إلى منتصف القرن العشرين والعمل على الوقوف أمام وضع الدول العربية سنجد أن مؤتمر القمة العربية بالقاهرة عام 1964م يعد الأول في تاريخ المؤتمرات العربية الذي أوصى “بإنشاء قيادة عربية موحدة للقوات الموحدة للقوات المسلحة للدول العربية ” وهو أول مؤتمر للأمن القومي العربي ، يليه القمة العربية الثانية التي عقدت بنفس العام -1964م- بالإسكندرية والتي بينت “أن الهدف القومي النهائي هو تحرير فلسطين من الاستعمار الصهيوني”، كما أن مؤتمر القمة العربية السادسة بالجزائر عام 1972م والتي كان من توصيتها ”أنه لا يجوز لأي طرف عربي التنازل عن القضية الفلسطينية، وأنها قضية العرب جميعاً” ، كما جاءت قمة بغداد عام 1978م لتؤكد أنه لا يجوز انفراد أي طرف عربي بأي حل للقضية الفلسطينية خاصة والصراع العربي الإسرائيلي بصفة عامة.

 

جميع الحقوق محفوظة © 2019-2024 المركز الإعلامي للقوات المسلحة